تُعَدّ السمنة من أكثر المشاكل الصحية والجمالية شيوعًا في عصرنا، وللتخلص من الوزن الزائد لم تعد الجراحة الخيار الوحيد، إذ ظهرت مؤخرًا طرق غير جراحية لعلاج السمنة. أما في الحالات التي لا تصلح لهذه الطرق، فيُعَدّ تحويل مسار المعدة (Gastric Bypass) من أبرز العمليات الجراحية الفعّالة في إنقاص الوزن. وهي من أكثر عمليات تصغير المعدة شيوعًا في العالم وتركيا، إذ تمكّن المريض من التخلص من السمنة والوصول إلى الوزن المثالي.

ما هي عملية تحويل مسار المعدة؟
تحويل المسار هو إجراء جراحي يهدف إلى إنشاء ممر جديد بين المعدة والأمعاء الدقيقة لتجاوز جزء من الجهاز الهضمي. يقوم الجراح بفصل جزء صغير من المعدة وتوصيله مباشرة بالأمعاء الدقيقة، مما يقلل من كمية الطعام التي يمكن تناولها ومن امتصاص السعرات الحرارية.

كيف تعمل عملية تحويل مسار المعدة؟
تعتمد آلية العملية على تقليل كمية الطعام المُتناوَل وتقليل امتصاصه في الأمعاء. حيث يتم تعطيل نحو 95٪ من حجم المعدة والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، ليبقى جزء صغير جداً (حوالي 15-30 مل) يعمل كمعدة جديدة ترسل إشارات الشبع إلى الدماغ بعد كمية قليلة من الطعام. وهكذا يشعر المريض بالامتلاء سريعًا ويبدأ بفقدان الوزن بشكل فعّال.

كيف تُجرى العملية؟
يُجرى تحويل المسار عادةً بالمنظار (اللاباروسكوبي)، من خلال شقوق صغيرة في البطن، باستخدام أدوات دقيقة وكاميرا عالية الدقة. يُفصل الجزء العلوي من المعدة لتكوين جيب صغير ثم يُوصل بالأمعاء الدقيقة، بينما يُترك الجزء الأكبر من المعدة دون إزالة.

أنواع تحويل المسار:

• تحويل المسار التقليدي (Roux-en-Y Proximal): وهو الأكثر شيوعًا ويتميز بفعاليته العالية ومضاعفاته القليلة.

• التحويل البعيد (Roux-en-Y Distal): يُستخدم في بعض الحالات الخاصة ويؤدي إلى فقدان وزن أسرع لكنه قد يسبب نقصًا في الفيتامينات.

• التحويل المصغر (Mini Gastric Bypass): يتم فيه توصيل المعدة مباشرة بالأمعاء دون فصلها بالكامل، ويُستخدم في حالات محددة.

من هم المرشحون للعملية؟
تُجرى العملية عادةً للمرضى الذين لديهم مؤشر كتلة جسم (BMI) أكبر من 35 مع وجود أمراض مصاحبة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، أو مشاكل المفاصل. كما يمكن إجراؤها لمن لديهم مؤشر كتلة جسم أعلى من 40 حتى دون أمراض إضافية.

الفحوصات المطلوبة قبل العملية:
يُطلب من المريض إجراء مجموعة من الفحوصات تشمل:
تحليل الدم، تصوير البطن بالأشعة، اختبار التنفس، تنظير المعدة، تخطيط القلب، تصوير الصدر، وفحوصات هرمونية شاملة.
ويُقيّم المريض من قبل أطباء التخدير، الباطنية، القلب، الغدد الصماء، والصدر قبل اتخاذ القرار النهائي.

ما بعد العملية:

• الألم بعد العملية يكون بسيطًا ويُسيطر عليه بالأدوية.

• يبقى المريض في المستشفى عادة ليوم أو يومين فقط.

• يبدأ النظام الغذائي تدريجيًا من السوائل إلى الأطعمة المهروسة ثم العادية خلال أسابيع.

• يُنصح بتناول مكملات الفيتامينات والمعادن بشكل منتظم.

• بعد عدة أشهر تبدأ الندبات بالاختفاء تدريجيًا حتى تصبح بالكاد مرئية.

• تُعتبر العملية فعّالة جدًا في إنقاص الوزن وتحسين الأمراض المرتبطة بالسمنة مثل السكري وارتفاع الضغط.